تحليل : لماذا لم تنفجر الفقاعة العقارية في سوق العقارات المصري حتى الآن؟
- Mohamed Hassan

- 30 يونيو
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 3 يوليو
مقدمة:

الفقاعة العقارية في سوق العقارات المصري
يُعد تحليل سوق العقارات في مصر مهمة معقدة نظرًا لطبيعة السوق المحلية الفريدة. على الرغم من توقعات العديد من المحللين بانهيار وشيك خلال العامين الماضيين، استمر السوق في إظهار مرونة ملحوظة. يستعرض هذا البلوج الأسباب الكامنة وراء عدم انفجار الفقاعة العقارية في مصر، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع الأسعار الملحوظ في البيع والإيجار.
نقاط أساسية لتحليل سوق العقارات المصري:
توقعات الخبراء: تشير معظم مؤسسات التقييم العقاري، سواء المحلية أو الدولية، إلى توقعات بارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% إلى 30% خلال عام 2025، ولا يوجد إجماع على اتجاه السوق نحو الانخفاض.
استمرار حركة البيع: على الرغم من الشكاوى من ارتفاع الأسعار، تشير أرقام الشركات العقارية الكبرى إلى استمرار حركة البيع، خاصة في قطاع العقارات الفاخرة.
مفهوم خاطئ عن إعادة البيع: الحديث عن توقف إعادة البيع يتعلق غالبًا بمشاريع تحت الإنشاء وليس بسوق إعادة البيع التقليدي للعقارات الجاهزة. ما يحدث في المشاريع قيد الإنشاء هو "تخارج" من العقود، وغالبًا ما يكون بسبب توقعات غير واقعية للمشترين الأوائل.
محدودية تعثر المشاريع: على الرغم من وجود تأخير في بعض المشاريع، إلا أن عدد المشروعات المتوقفة تمامًا أو المتعثرة بشكل كبير يظل محدودًا نسبيًا مقارنة بإجمالي عدد المشروعات قيد التنفيذ.
تأثير أسعار الفائدة: الاعتقاد بأن انخفاض أسعار الفائدة سيؤدي إلى انخفاض أسعار العقارات قد لا يكون دقيقًا، حيث أن معظم المطورين لا يعتمدون بشكل أساسي على القروض البنكية، خاصة المطورين الجدد الذين غالبًا ما يمولون مشاريعهم من خلال الدفعات المقدمة وأقساط المشترين.
ارتفاع الإيجارات: يشهد سوق الإيجارات ارتفاعًا ملحوظًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تدفق الوافدين وأيضًا إلى أن بعض الراغبين في الشراء أجلوا قرارهم بسبب ارتفاع الأسعار، مما زاد الطلب على الإيجارات.
طبقة الأثرياء المتزايدة: ساهم ارتفاع الأسعار في زيادة ثروة شريحة من السكان، مما يتيح لهم الاستثمار في العقارات والأصول الأخرى ذات القيمة العالية.
استراتيجيات المطورين: لجوء المطورين إلى تمديد فترات السداد وتقديم تسهيلات لا يعني بالضرورة توقف حركة البيع، بل هو محاولة للتكيف مع ظروف السوق الحالية.
أسباب مقاومة الفقاعة العقارية للانفجار في مصر:
ثقافة التملك: لدى المصريين ميل قوي لتملك العقارات التي تعتبر ملاذًا آمنًا وتحوطًا ضد التضخم.
المغتربون المصريون: يساهم المغتربون بشكل كبير في دعم السوق، حيث تصبح العقارات في مصر أرخص بالنسبة لهم كلما انخفضت قيمة الجنيه المصري.
الوافدون الأجانب: يقوم الوافدون، وخاصة الأثرياء منهم، بشراء العقارات بغرض الإقامة.
إقبال الخليجيين: يشهد الساحل الشمالي إقبالًا متزايدًا من المستثمرين الخليجيين نظرًا لانخفاض الأسعار مقارنة بأسواق أخرى.
دعم الحكومة: تبدي الحكومة مرونة في التعامل مع المطورين فيما يتعلق بأقساط الأراضي، مما يساعد في استقرار السوق.
مقترحات لتعزيز استقرار سوق العقارات المصري:
مبادرات الإسكان للإيجار: تشجيع الحكومة والمطورين الكبار على بناء مشاريع سكنية للإيجار بأسعار معقولة.
آلية للتحقق من القدرة الائتمانية للمشترين: ضرورة وجود آلية لدى المطورين بالتعاون مع البنوك لتقييم قدرة العملاء على سداد الأقساط.
تنظيم المضاربة: تطبيق قوانين تحد من إعادة بيع العقارات تحت الإنشاء قبل إتمام نسبة معينة من السداد (كما هو الحال في دبي).
منع التعامل النقدي في العقارات: حظر الدفع النقدي لتجنب غسيل الأموال وتسهيل الرقابة والتسجيل والضرائب.
تفعيل حساب الضمان: تفعيل قانون حساب الضمان لضمان استخدام أموال المشترين في تنفيذ المشاريع.
خلاصة:

يبدو أن سوق العقارات المصري يتمتع بمرونة وقدرة على الصمود في وجه التحديات بفضل مجموعة من العوامل الثقافية والاقتصادية والإقليمية. من خلال تبني سياسات تنظيمية فعالة، يمكن تعزيز استقرار السوق وتحقيق نمو مستدام.



تعليقات